GuidePedia

0
غيثة حلمي : 

بصفتي قائد يحمل هم أمته ودينه و وطنه ، من مهبط الوحي و مهد الرسالة المحمدية أدعو قادة و علماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، و أن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام و تقديمه للعالم بأنه دين التطرف و الكراهية و الإرهاب، و أن يقولوا كلمة الحق و ألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، و سيكون التاريخ شاهدًا على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق و تمزيق الأمة و تشويه صورة الإسلام النقية...

بهكذا تعابير نطقت شفاه الملك السعودي و خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه الأخير الذي انتقذ من خلاله مجموعة من الحركات الإسلامية التي اتخدت من المقاومة طريقا للدفاع عن الحق حسب منظورها الخاص ، مباشرة بعده خرج بلاغ من وزارة الشؤون الإسلامية السعودية يوبخ الأئمة "المتخاذلين المتكاسلين" الرافضين تشويه صورة هاته الحركات من على سدة منابرهم اقتداءا بالتعليمات الموجهة إليهم...

في خضم كل هذا تساؤلات عديدة و مشروعة يمكن طرحها ، فمثلا لماذا تقحم وزارة مثل الشؤون الإسلامية السعودية نفسها في مأزق هي في غنى عنها ، ثم بماذا ستفيد أصلا خطب إمام ما موجهة بالريموت كنترول لشعب أخر ما يهم أغلبه أحوال فلسطين ، و عن اي حركات يتحدث بالضبط خادم الحرمين كما يحلو لشعبه تسميته ، و ما علاقة السعودية بهاته الحركات و لماذا تدافع عن بعضها و تحارب البعض الأخر رغم عديد النقاط المشتركة ، لماذا نشتم من كلام ملك السعودية رائحة نتنة مفعمة بتناقض صارخ و ازدواجية في الخطاب و لماذا نقحم منابر المساجد اصلا في علاقات براغماتية دنيسة ، هي أسئلة يعجز العقل أحيانا على استيعابها فما بالكم إيجاد تفسيرات منطقية لها و أترك لكم أنتم المجال المفتوح للإفادة بأرائكم...

على اي كان حريا بوزارة الشؤون الإسلامية السعودية أن توجه خطباء منابر المساجد التابعة لها لنصح الأمة و تقريب مفاهيم الدين السمحة لا إيصال رسائل سياسية لن تفيد الشعب الغارق في مستنقع الظلامية الفكرية و التطرف المذهبي حد الثمالة ، كان حريا ب "خادم" الحرمين أن يخطب في الأمة ليبشرها بعهد جديد تنال فيه المرأة حقوقها التي خولها لها الإسلام الحقيقي لا ذاك الذي أرادوه هم لها ، كان أفضل لو خرج ملك الأشقاء في السعودية ليخبر رعاياه أن عهد الاستبداد قد ولى و أن ثروة الوطن ستعود لأهلها بعدما اغتنت فئة دون أخرى ، كان أفضل لو فهم الملك السعودي العبارات التي نطقها في خطابه "وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهدًا على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية" ، لو فهمها و استوعب ما بين اسطرها لكان خيرا له و لشعبه و لترك المقاومة تقاوم في هناء فهي في الأخير لا تنتظر عطفه و لا تستجدي حسناته ، هو الذي كان عليه أن يقول كلمة حق و ليس خطباء المساجد ، هو من عليه أن لا يخشى في الحق لومة لائم و ليس أحد اخر غيره ، أما التاريخ ففعلا هو شاهد على من فرق الأمة و مزقها لمصالح تنوعت و بطرق اختلفت ، الحاصول أنا بغيت نعرف غير بالضبط هو خادم من بالدرجة الأولى؟


إرسال تعليق

 
Top